سألني مرة أبو فتاة في مقابلتي للتقدم لإبنته: "كم هو راتبك؟" ..وكانت اجابتى كالتالى

 سألني مرة أبو فتاة في مقابلتي للتقدم لإبنته: "كم هو راتبك؟" ..

الغريب انها كانت الجلسة الأولى لي معه، ورغم انني اجبته بأنني ميسور الحال الحمد لله و لدي من الدخل ما يفتح بيتا كريماً، رفض ردي و اصر "اقصد راتبك، ما هو راتبك الشهري؟"، بصراحة استفزني جداً اصراره وعدم تفهمه وتطفله، ولأنني كنت على دراية مسبقة بمثل هذه الاسئلة وجدت نفسي ابتسم له بكل براءة واعيد له نفس سؤاله امام الجميع "ما رأيك ان تقل لي كم هو راتبك انت؟" احمر وجهه تماماً وارتبك و تلجلج ..

حتى أوضحت له الامر وقلت له: اسمحلي يا عمي، اتفهم جيداً خوفك على بنتك، ولكن دعني اوضح لحضرتك عدة نقاط:

• راتبي لا علاقة له بتأمين حياة بنتك، فليس المال هو من يحقق الأمان، الرجال هم من يحققوا الأمان و هم من يجلبون المال.
• قد يكسب رجلاً راتباً بسيطاً لكنه بارعاً في حسن ادارته و يتحمل كامل مسؤولياته ويتقي الله في بنتك،
• و قد يكسب رجل ١٠ اضعاف هذا الراتب لكنه شديد الصرف والبذخ ويضيع كامل دخله في الترف والحفلات والسيارات والتفاهات و قد يكون مقترضاً و مديوناً رغم كل ما يكسبه،
• هناك رجالاً يحترمون زوجاتهم لآخر يوم بحياتهم وبعد حياتهم.
• و هناك عيالاً أثرياء يغيرون زوجاتهم مثلما يغيرون سياراتهم.
• و هناك من يعمل في شركة كبيرة براتب خيالي و بعد الزواج لأي ظرف يفقد وظيفته، و العكس قد يحدث لآخر ..

فبدلاً من ان تسأل عن راتبي الذي هو رزق من الله، قد يزيد قد ينقص، اعرفني واعرف تفكيري ومنظوري للحياة الزوجية وتصوري المادي و استعدادي لتحمل المسؤولية المادية والنفسية والعاطفية، اتمنى تةان تعرف ما بداخل رأسي بدلاً مما بداخل جيبي .. 🙏

ابتسم لي بإستغراب وقال: "يابني الراجل ميعيبوش غير جيبه" ، في اصرار شديد لمعرفة راتبي فقط كل مايهمه .. !

المهم ان الجلسة انتهت بسلام بكل أدب واحترام، ثم بعد يومين اعتذرت لهم عن الاستكمال في الموضوع، لعدم ارتياحي للثقافة العامة للأسرة ..

و تمنيت لهم كل الخير مع شخص آخر ..

بإختصار يمكنك 

ان تسأله فيما معناه "لماذا تريد أن تعرف؟"

ثم عند ذكر الإجابة أجبه على أسبابه، ولا تجبه برقم مرتبك.