فتاة مراهقة عادت من السوسيال بأسوأ مما كانت عليه … لقد تم سحب الفتاة لآنها مارست نوع من التنمر والإساءة المتكررة ضد زملائها بالمدرسة ، وبعد شعور السوسيال السويدي بالقلق وفتح تحقيق ..توصل لنتيجة أن البيئة المنزلية للفتاة في المنزل سيئة وتأثر على الفتاة نفسياً واجتماعياً  ولذلك صدر قرر بسحب الفتاة من عائلتها .

وكون الفتاة تبلغ من العمر 14 عام ونصف تم وضعها في مركز للشباب التابع للسوسيال ولم يتم ارسالها لعائلة بديلة ، تقول الأم في رسالة أن ابنتها المراهقة  تم سحبها من السوسيال السويدي لمدة تجاوزت العام بسبب القلق على الفتاة من البيئة المنزلية ، ولان الفتاة تتصرف بشكل غريب وعنيف وخطر مع زملائها .

 بدأت القضية عندما تلقت الزوجة  وزوجها مكالمة هاتفية من مدرسة ابنتهما ريم لاستدعاء ولي أمر، وكانت ريم حينها في الرابعة عشر من عمرها، أخبرت المدرسة والد ووالدة ريم بأن ابنتهما قد تنمرت علي إحدي زميلاتها في المدرسة بالتخطيط مع صديقة لها، ووفقا لقول المدرسة أنها قد تواصلت مع والدة الطالبة التي قد تم التنمر عليها وفهمت منها أن الفتاتان ريم وصديقتها قد أجروا مكالمة هاتفية لوالدة زميلتهما مدعيتان أن الفتاة لها الكثير من المعجبين، وقد أثر ذلك علي نفسية الفتاة التي تم التنمر عليها بشكل كبير جدا.

ولكن بسؤال والدة ريم لها عما حدث، أقسمت ريم أن هذه القصة غير حقيقية وأنها قد تم فهمها عن طريق الخطأ، وكان الهدف من وراء مكالمة ريم لوالدة زميلتها في المدرسة هو الرفع من معناوياتها وتحسين حالتها النفسية بعد معاناتها من التنمر من قبل زملائهم الآخرين في المدرسة، ولكن لم يلتفت أحد لكلامها.

أصر السوسيال علي أخذ ريم من منزلها وفصلها عن عائلتها مدعيين بأن الفتاة لا تعيش بأمان وسط العائلة وأن هناك خلل كبير في تربيتها وتصرفاتها، وأنهم سوف يقومون ذلك ومن ثم إعادتها مرة أخري، وبالفعل لم يمر أسبوعان علي الواقعة إلا وقد نفذت السوسيال وأخذت الفتاة من أهلها.

تصف الأم حالتها منذ أن أخذو ابنتها منها بالميت الحي، فلم تعد حياتها ذات قيمة بعد غياب ابنتها عنها، لم تستطيع النوم علي فراشها وغرفة ابنتها فراغة، ولم تعرف طعما للأكل ولا تعلم إذا ما كانت ابنتها جائعة أم لا، هذا حال الأمهات في غياب أبنائهم، فكيف لإمرأة بكل هذا الحب وكل هذا الشعور تجاه غياب ابنتها تربيتها مؤذية؟

وأخيرا جاء اليوم المنتظر، يوم عودة ريم لحضن والدتها، اليوم الذي انتظرته الأم علي أحر من الجمر، عام كامل من الحياة بدون حياة، من فقدان جزء من الروح أخذته السوسيال منها، وبالفعل عادت الفتاة إلي المنزل، وهنا كانت الطامة الكبري.

الفتاة المراهقة ذات الخلق الجيد لم تعد كما أخذها السوسيال، لم تعد ريم التي لطالما انتظرتها أمها لمدة عام كامل، صدمت الأم عندما رأت فتاة لا تمت لابنتها التي عرفتها بصلة، فقط الملامح تشبه ملامحها، لكن أين ريم؟ وعادت ريم مدمنة علي شرب الكحولات والمخدرات ، تقول الأم باستنكار شديد هذه هي التربية التي أخذتوها من أجلها؟ الإدمان؟ شرب الكحوليات؟ وكانت الصاعقة الكبري أيضا  الفتاة والإعتداء عليها جنسيا، مما أفقد الأم اتزانها ووعيها من هول الصدمة.

افترضت والدة ريم أنه في حال كان تصرف ابنتها طائشا أو دون قصد منها بسبب معاناتها في مرحلة المراهقة، وأن الفتاة كانت ذات شخصية متمردة إلي حد ما، بالرغم من قسم ريم بأنها لم تكن تقصد ما تم فهمه وأنها كانت تسعي للإصلاح وليس الإفساد، لم يكن العقاب الواقع علي ريم وعائلتها بأخذها من قبل السوسيال شيئا منصفا أبدا، وقد عبرت والدة ريم عن رأيها لموظفة السوسيال بأن هذه الأفعال قد تحدث من المراهقين في سنهم هذا بشكل طبيعي ولا يدعو لكل هذه الإجراعات العصيبة التي تبعد ابنتهم عنهم، ولم يلتفت إليها أحد مطلقا.

نحن الآن بصدد أربع سنوات من المعاناة النفسية للأم والفتاة، ريم والأم انقلبت حياتهم رأسا علي عقب، كانت الأمور تسير بشكل جيد حتي خريف عام 2017، لم تشتكي الفتاة من أهلها ولم تشتكي الأسرة من ابنتهم، وبعد اليوم المشؤوم وحدوث الواقعة التي أطلقوا عليها واقعة التنمر والتي علي إثرها تم أخذ ريم إلي السوسيال، انقلبت الموازين وضاع كل شئ.

تقول الأم مستنكرة: أربع سنوات ونحن نعيش في عذاب، ابنتنا تشرب الكحولات وتتعاطي المخدرات، ابنتنا مغتصبة ولا تريد الإفصاح عن مغتصبها، هناك شئ خاطئ، أريد مقابلة السوسيال، أريد سؤالهم عما جري مع ابنتي، هل هذه دور الرعاية الصحيحة التي يجب وضع الأبناء فيها، أين كانت رقابتهم علي ابنتي وهي بين يديهم؟ وكيف تركوها لتنال كل ما نالته طيلة هذه الفترة؟ لابد و أن أحاسب السوسيال كما حاسبني.




مر عام علي عودة ريم إلي المنزل، وتتوالي الصدمات التي تهطل علي رأس الأم، وذلك بعدما قررت ريم عدم البقاء في المنزل والإنتقال إلي العيش بعيدا عنهم، وبالفعل نفذت الفتاة قرارها وكانت ما بين بيتهم ودار رعاية تتبع الرعاية الإجتماعية بجوار البيت، وتشعر الأم باللوعة وحرقة القلب، وزادت لوعتها عندما اقتربت ريم من اتمام عامها الثامن عشر، حيث أنها مرعوبة من ترك ابنتها لها للمرة الثالثة والتي ستكون حينها للأبد.

تعبر الأم عن غضبها تجاه ما حدث لابنتها وتصفه بأنه انعدام رقابة من المسؤولين في السوسيال علي ابنتها، فتقول أن الفتاة التي معها الآن لا علاقة لها بطفلتها المراهقة التي أخذها السوسيال منها، وتصف السنة التي غابت فيها الفتاة بأنها تشبه السنين الضوئية، فقد تغير حال الفتاة تماما، في خلقها وطبعها وطريقة كلامها وفكرها، وأصبحت في انحطاط وتدهور شنيع لم تمر به مطلقا ولم تعرف له طريق، إن الأم تشعر وكأن ابنتها تكبرها بسنوات عديدة تتعدي العشر سنوات.

وتوضح الأم قائلة بأن ابنتها كانت ضحية عدم المسؤولية وعدم الرقابة الكاملة عليهم، فإن كان هذا هو الإصلاح من وجهة نظر السوسيال، فإنه يعد إفساد، فقد ضاعت الفتاة وضاع مستقبلها وتدمرت أضعافا مضاعفة، وعبرت عن شعورها بأنه شعور في غاية القذارة أن تري فلذة كبدك قد عاني أبشع أنواع الظلم وأنت تشاهده وليس لك من الأمر شئ.

من اللحظة التي ترى فيها الأم هذين السطرين في اختبار الحمل ، تبدأ في الحلم ... حول من قد يكون هذا الجنين النامي ، وكيف قد يكونون ، وكيف سيغيرون ديناميكيات الأسرة.  وعلى الرغم من أن أي علاقة بين الوالدين والطفل عميقة بشكل لا يمكن إنكاره ، إلا أن العلاقة بين الأم وابنتها لا مثيل لها.

 العلاقات بين الأم وابنتها معقدة.  هناك حنان ولد في أوجه التشابه المتأصلة التي تشاركها.  وعلى مر السنين ، عندما تتكشف علاقتك وتنمو ، هناك فرصة جيدة لأن تشارك تفاصيل أكثر حميمية في حياتك مع أفضل صديق لك - الآمال والأحلام والندم والمخاوف.  على الأقل هذه هي النسخة المثالية للعلاقة بين الأم وابنتها.

 الحقيقة هي أن العلاقات بين الأم وابنتها معقدة في أغلب الأحيان.  وحتى أفضل العلاقات يمكن أن تكون محفوفة بالصراع الذي تحفزه المشاعر المشحونة.

 بغض النظر عن الموسم الذي تعيش فيه علاقتك ، فقد تكون تبحث عن الكلمات الصحيحة - عن الكلمات المناسبة لإخبار أفراد عائلتك بمدى تميزهم (ربما لبطاقة عيد الأم أو تعليق على Instagram) أو حتى لمساعدتك من خلال  الفواق الصعب في رحلتكما معًا.